نيتات عطرية وطبية

النباتات الطبية والعطرية

لقد عرف القدماء قائمة واسعة من النباتات الطبية واستخدموها بنجاح في معالجة الأمراض فاستخدموا نبات الحرمل مثلا لعلاج الديدان الشريطية وجاءت التحاليل الكيماوية تثبت أن الحرمل يحتوى على قلويدات سامة كالهارمين والهارمالول والبيغانين تؤثر هذه القلويدات على الديدان الشريطية فتشل حركتها وتخرجها من البطن  .

واستخدمت هذه القلويدات اليوم استخدامات طبية واسعة في معالجة الشلل والتهاب الدماغ  .

واستخدام الحرمل (الأفرع الخضراء) بطحنها واستخدامها بالغرغرة في حالات التهاب الحلق والحنجرة ويضاف النبات إلى الماء الساخن في الحمامات لمعالجة الروماتيزم  .

كل الخصائص الطبية السابقة يملكها نبات كالحرمل وهو نبات سام مقاوم للجفاف .

كما استخدمت شباشيل الذرة الصفراء لمعالجة رمل الكلى التي تحتوى على الكوبو ستانين وفيتامين ب ومركبات مفيدة أخرى مثل فيتامين K ومغلي الشباشيل يستخدم كمخثر للدم ومدر للبول  .

والنباتات الطبية وان تدهورت اليوم وتناقصت أنواعها باستمرار لكن ما يتواجد منها يكاد يسد بالحاجة إذا استغلت بشكل جيد فمنها الموجودة بشكل طبيعي في البلاد ومنها مايزرع في المزارع والحدائق المنزلية ومنها ما يستورد من الأسواق الخارجية  .

إن تعدد وتنوع هذه النباتات الطبية والعطرية وتنوع استعمالاتها المختلفة يحتم علينا معرفة هذه الأنواع النباتية ومحتوياتها وفوائدها .

 نبذة تاريخية  :

   - الصين  :

يعتبر الصينيون من أهم الشعوب التي اهتمت بالتداوي بالإعشاب في عصور ما قبل الميلاد والطب الصيني طبا أصيلا في فلسفته ومجاميعه الدوائية ويعتبر كتاب الأعشاب الذي وضعه لي تشين تشيجن من أكبر الكتب النباتية الطبية الصينية يحتوى حوالي 1893 وصفة طبية ويعتبره شعب الصين من الكتب الطبية العالمية .  واليوم الصين متطورة في هذا المجال  .

   - فيتنام  :

     قريب من الطب الصيني إلا أن لهم نظرتهم ومحاولتهم في أبراز أهمية الطب الشرعي ويوجد قسم الطب الشرعي في جامعاتهم وانشىء معهد الطب الشرعي في هانوي - 1957  .

   - الهند  :

لا يقل الطب الهندي عراقة عن الطب الصيني وذكر في كتاب الفيداس من أقدم الكتب الطبية الهندية وهو مجموعة من الوصفات للشفاء من الأمراض وفى هذا الكتاب أكثر من 700 عقار من النبات لا يزال يستخدم الكثير منها حتى الآن كالحلاح والصبر والكركم وغيرها  .

   - مصر  :

دلت البرديات المصرية على تقدم الطب فيها ووجدت في نقوشهم صور للعديد من النباتات والأعشاب الطبية التي استخدموها في علاج مرضاهم كالخشخاش والحنظل والبنج وغيرها  .

ومن أهم هذه البرديات بردية ايبرس وقد كتبت سنة 1550 ق. م. وشملت 877 وصفة نباتية .

   - الإغريق  :

كان الإغريق فلاسفة وأطباء اخذوا ما يناسبهم من الطب المصري وطوروا الطب الاغريقى الخاص بهم ومن اشهر الأطباء الإغريق  :  ابقراط - ثيوفراستس - ويوسفوريدس كان جراحا عن الإمبراطور نيروتن تنقل مع الجيش وجمع أعشاب ونباتات عديدة 75 ق.م. وأشار إلى عقاقير مسكنه لا تزال تستخدم حتى الآن  .

   - العرب  :

عرفت شعوب بلاد ما بين النهرين العديد من النباتات الطبية والوصفات الشعبية وتعود أول حديقة نباتية للنباتات الطبية إلى عهد الملك الأشورى ميرداخ بالادان 720 ق. م. وفيها زرع أكثر من 60 نوعا من النباتات الطبية وعرف السومريون زيت السمسم .

لقد نشطت حركة العلم والترجمة بعد استقرار الدولة الإسلامية وفى عهد المأمون كان يكافىء العلماء بسخاء لقاء ترجماتهم ونشاطاتهم العلمية المتميزة ومن اشهر العلماء العرب المسلمين  :

     1  - جابر بن حيان  :

         أشهر كيميائي عربي ذكر في كتابه بعض السموم النباتية كالبنج والحنظل  .

     2  - ابوبكر الرازي  :

         من أشهر علماء الطب والكيمياء من كتبه المشهورة كتاب المنصورى الذي أهداه إلى المنصور أمير خراسان وترجم إلى اللاتينية كذلك كتاب الحاوي الذي ظل يدرس في كلية الطب في باريس حتى سنة 1394 م  .

          ومن أقواله المأثورة : إذا كان باستطاعتك أن تعالج بالغذاء فابتعد عن الدواء وإذا كان بامكان أن تعالج بعقار واحد فتجنب الأدوية المركبة من أكثر من عقار  .

       - ابن سينا  :

         شاعر وفيلسوف وعالم وطبيب وفلكي ومهندس وموسيقى من اشهر مؤلفاته القانون في الطب وهو خمسة أجزاء وعشرين مجلدا ظل مرجعا حتى أوائل القرن الثامن عشر  .  ويبين ابن سينا شروط جمع الأجزاء المختلفة من النبات الطبي ، ويؤكد ابن سينا حقيقة علمية فيقول عن النباتات الطبية البرية كلها أقوى من البساتنية .

       - ابن البيطار  :

          من اشهر الأطباء العرب وله كتاب مشهور الجامع لمفردات الأدوية والأغذية وصب ابن البيطار في هذا الكتاب 1400 عقار منها 300 لم يعرف في المؤلفات الأخرى وترجم كتابه إلى اللغة اللاتينية والفرنسية والألمانية اعتمد ابن البيطار المنهج التجريبي وسجل أسماء الأدوية بلغات عديدة ترجم عن ديقوريدس الاغريقى وجانيوس وعرض مزيجا من آرائهما  .

       - داود بن عمر الانطاكى  :

         وكان عالما وطبيبا ترك كتابا في العقاقير النباتية الطبية مرتب بحسب الأحرف الأبجدية  .

       - ابومنصور وغيرهم من الأطباء العرب الذين كان لهم باعاطويلا في هذا المجال  .

نبتة القصعين... أقدم النباتات الطبية

تُعد نبتة القصعين (المريمية) من النباتات الطبية الأكثر تأثيرا للقضاءعلى البكتيريا والعدوى الفطرية وتعددت استخداماتها منذ زمن سحيق كعشبة طبية ذات فوائد صحية عديدة ولها خاصية معقمة.

نبتة القصعين (الميرمية أو السالمية) نبتة عشبية عطرية ذات خصائص طبية مميزة وواسعة الانتشار في أرجاء العالم المشمسة. وتستخدم عشبة القصعين في تصنيع الأدوية لما تحتوي عليه من مركبات كيميائية و زيوت وأملاح معدنية و فيتامينات معروفة بقدرتها على الوقاية من الأمراض وتنشيط الصحة العامة. واستخدمت هذه النبتة الشعبية منذ الأزل وعرفتها حضارات عريقة واستخدمتها لمعالجة الأمراض والوقاية منها وفق ما نقله موقع "تسينتروم دير غيزوندهايت" الإلكتروني.

ومن بين أهم الخصائص الشفائية لعشبة القصعين التي ذكرها موقع "تسينتروم دير غيزوندهايت" الإلكتروني هو استخدام مستخلصات هذه النبتة على شكل حلوى للتغلب على المشاكل في البلعوم والتهاب الحلق وكذلك لعلاج قرح الفم الناتجة عن نزلات البرد، أما شاي نبتة القصعين فيستخدم كمضاد للجراثيم عند التهاب الفم. وكان الرهبان يعتمدون في العصور الوسطى على شراب مصنوع من العسل ونبتة القصعين وخل التفاح لعلاج السعال ونزلات البرد والتهاب الحلق وكان هذا الدواء شعبية كبيرة في ذلك الوقت.

ولا ننسى الفوائدة الطبية المتعددة لنبتة القصعين فهي مضادة للالتهابات وللحساسية ومضادة للفطريات ولها خاصية معقمة. وتحتوي عشبة القصعين على العديد من الأملاح المعدنية كالزنك والبوتاسيوم الذي يساعد في الحفاظ على معدل ضربات القلب وضغط الدم. وتساعد نبتة القصعين في تحسين أداء الجهاز الهضمي ومكافحة الإسهال والمغص وآلام المعدة. كما أن شاي نبتة القصعين يساعد على التركيز حيث كان الأطباء العرب يستخدمونه في القرن العاشر بانتظام لزيادة قدراتهم الذهنية. وتعرف الصينيون على فوائد هذه النبتة أيضا وكانوا يقايضون صندوقا من القصعين المجفف مقابل ثلاثة صناديق من الشاي الأسود حيث كانوا يستخدمون القصعين كدواء ومزيل لرائحة العرق وأيضا كمادة حافظة.

أعشاب طبيعية ورغم مرارتها.. تعالج أمراضا كثيرة

هي أعشاب متوفرة في الطبيعة، تتميز بمرارة طعمها، ولكنها فائدتها الصحية عظيمة. فمع هذه الأعشاب يمكن التخلص من كل مشاكل الكبد ومشاكل المرارة، والكثير من الالتهابات والآلام.

الأعشاب المرة تسمى أيضا "أعشاب الكبد" لأنها تنقي الكبد وتحميه. ولكن ليس هذا كل شيء. فهذه الأعشاب تنظف أيضا المرارة، وتحسن من عملية الهضم، وتحفز الجهاز العصبي المركزي، وترفع من قدرات المناعة في الجسم. ولها دور بالتالي في تخليص الجسم من العديد من الأمراض والمشاكل الصحية.

نقدم لكم هنا ثلاثة أنواع من الأعشاب المرّة ذات الفعالية الطبية القوية، وهي السلبين المريمي (الخرفيش)، والخس البري، وعنب الأوريجون.

1- السلبين المريمي يحمي الكبد: تعرف باسم الخرفيش أيضا. وتعتبر هذه النبتة أشهر نبتة مفيدة للكبد. تحمي خلايا الكبد عبر مواد نباتية ثانوية. هذه المواد تضمن التعافي السريع وشفاء خلايا الكبد المصابة. كما تقي الخلايا الأخرى من أي إصابة محتملة. ومع هذه النبتة يمكن للكبد أن يتجدد بشكل أسرع.

وبحسب موقع "غيزوندهايت هويته" الألماني فإن أفضل جزء من هذه النبتة يتمثل في البذور التي تضمها النبتة، لغناها بالمواد الفعالة. ولكن يمكن أيضا أكل الأوراق والساق سواء جازجة أو مطبوخة.

2- الخس البري (طرخشقون) له فوائد كبيرة للهضم ولعمل المرارة: هذه النبتة التي لها أسماء كثيرة، مثل أسنان الأسد، والهندابيا وتاج الراهب، تعتبر من أفضل مواد صيدلية الطبيعة. الجذور وكذلك الأوراق شديدة المرارة. لها دور في تعزيز عملية الهضم وتخليص الجهاز الهضمي من أي أعراض مرضية. كما أن لها تأثير في تنظيف الكبد والمرارة. فهذه النبتة تخفض مستوى الكولسترول، وتهدئ آلام الروماتيزم، وتخفض من الإجهاد التأكسدي. كل ذلك أثبته فريق طبي أمريكي نشر دراسته في دورية "International Journal of Molecular Science" الطبية المختصة.

لذلك ينصح بزيادة تناول هذه النبتة في الوجبات اليومية. ومن لا يحب طعمها المر مكنه أن يستعين بالحبوب المركزة من هذه النبتة.

3- عنب الأوريجون (أو عنب الجبل) وفوائد صحية كبيرة: أصل هذه النبتة يعود للقارة الأمريكية الشمالية، ولكنها صارت تزرع في أوروبا ومناطق أخرى من العالم. كان الهنود الحمر يستخدمونها لمعالجة الالتهابات، وكفاتحة للشهية.

وبحسب ما نشر موقع "براكسيسفيتا" فإن الدراسات الحديثة أثبتت أن لعنب الأوريجون قدرة على معالجة الإسهال، والتصدي لكل أنواع الطفيليات، وعلاج مرض الصدفية، وكذلك التهابات جفون العين، إضافة لدورها في التخلص من عسر الهضم.

أفضل طريقة لاستخدامها تتمثل في غلي جذورها وشرب ذلك السائل يوميا. أو طحن الجذور وصنع مرهم منها، ودهن المنطقة المراد علاجها.