ترجمة المصلح والمفسر الشيخ إبراهيم بيوض الجزائري رحمه الله تعالى

alt
قد يولد الرجل عظيما فيقزم أمام أمـَّة طالحة، وقد يولد الرجل قزما فيعظم أمام أمـَّة صالحة؛ ولكن ماذا لو وُلِد الرجل عظيماً فصادف أمـَّة عزيزة صالحة؟...

فليكن الرجل العظيم: العلاَّمة الإمام إبراهيم بن عمر بيوض.
ولتكن الأمـَّة الصالحة: أمـَّة الإسلام عامة، والجزائر خاصَّة.
ولا يمكن أن يختلف اثنان في صلاح أمَّتنا، كما يستحيل أن يخطئ عاقل منصف في عظمة علَمنا.
ومثَل الحقِّ والباطل -في هذه الحياة- كمثل الزبد والماء: فالباطل يطفو ويـَهيج ويبدو رابيا، ولكـنَّه في آخر المطاف خبثٌ؛ أمـَّا الحقُّ قيظلُّ هادئاً ساكنا، وربـَّما يحسبه بعضهم قد خنس وانزوى، أو مات وانطوى، ولكـنَّه دوما هو المنتصر، وهو الباقي فوق سطح الأرض كالماء المستمدِّ حياته من عظمة الحقِّ تبارك وتعالى:
{فأمـَّا الزبدُ فيذهبُ جُفآءً وأمـَّا مَا ينفعُ الناسَ فيمكُثُ في الاَرضِ كذلكَ يضرِبُ اللهُ الاَمثالَ} (سورة الرعد: 19).
ولطالما مرَّت على أمَّتنا ساعات ضبابية قزِّم فيها رموزها، واحتُفل فيها بالزعانيف من خُدَّاعها، ولكن سرعان ما يصفو الجوُّ بعد كدر، وتعود المياه إلى مجاريها:
{بل نقذف بالحقِّ على الباطِل فيدمغُه فإذا هو زاهقٌ}(سورة الأنبياء، الآية 18).
وقد ابتُليت الجزائر بمثل هذه الظروف، فشَكَّك دعاةُ التغريب (المجاهدون المغرضون...) وأذيالُ الصليب في حقيقة أعلام صنعوا لهذه الأمـَّة العزيزة مجدها، من أمثال: الأمير عبد القادر، والإمام ابن باديس، والشيخ أبي اليقظان، والشيخ الإبراهيمي، والشاعر مفدي زكرياء، والشيخ العقبي... وغيرهِم من العظماء كثير.
ولا ريب فقد نال الرسلُ -قبل هؤلاء- من الإجحاف والجحود والتكذيب ما لم ينله غيرهم، فاسمعوا إلى ربِّ العزَّة وهو يخاطب محمَّدا خير الرسل عليهم الصلاة والسلام قائلا:
{فإن كذَّبوكَ فقد كُذِّب رسلٌ من قبلِكَ، جآؤوا بالبيِّنات والزبر والكتاب المنير}(سورة آل عمران: 184).
ويقول:
{ولقد كذِّبت رسل من قبلِكَ فصبروا على ما كُذِّبوا وأوذُوا حتَّى أتاهُم نصرُنا، ولاَ مُبدِّل لكلماتِ اللهِ}(سورة الأنعام: 34).
ولقد نال الشيخ بيوض -كغيره- نصيبه من هذا التعتيم الحاقد، والعداء السافر -ولا يزال- غير أنَّ التاريخ لن يعدم لحظاتٍ -هي المنعرج لصناعة الحضارات- تعود فيها الأمم إلى رموزها، عودة العطشان إلى الورود بعد الصدور، وعودة الحياة إلى الأنفس بعد الممات.
وفي مثل هذه النفحات الربَّانية، يجدر بكلِّ مسلم غيور، وجزائريٍّ أصيل أن يطَّلع على معالم حياة رمز من رموز وطنه، وصانع من صنَّاع مجده.
الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض:
فمن هو هذا العلَم؟
وما هي إنجازاته؟
وماذا خلَّف من آثار؟
وما هي مصادر دراسة شخصيته؟...
كلُّ هذه تساؤلات يحاول هذا الكتاب التعرُّضَ إليها باختصار شديد، وتركيز أكيد، فما هو إلاَّ مدخل إلى شخصية رجل كان لوحده أمـَّة.
وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالَم في واحد:
ولعلَّ المناسبة([1])هي التي أوحت إلـيَّ هذا النوع من التعريف، والحقُّ أنَّ شخصية في حجم عالم الإسلام الشيخ بيوض في حاجة إلى دراسات عميقة، وأبحاث مستفيضة، واستجلاء حقائق ناصعة؛ وإن تمكَّنت هذه المناسبة من بلوغ هذا الهدف فقد تحقَّق ما يصبو إليه كلُّ منصفٍ نزيه: ولا يدرك قيمةَ الرجال إلاَّ الرجال.
نسب الشيخ بيوض ومولده:
هو إبراهيم بن عمر بن بابه بن إبراهيم بيوض، من مواليد القرارة([2])في يوم 11 من ذي الحجَّة 1316هـ / 21 أفريل 1899م.
وأمـُّه عائشة بنت كاسي؟
مراحل دراسته:
دخل المدرسة القرآنية منذ صغره، واستظهر القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز اثني عشر (12) سنة عند شيخه: الحاج محمَّد بن يوسف بهون بن علي. والتحق بعد ذلك بحلقة (إِيرْوَان)([3]).
ثمَّ تدرَّج في طلب علوم اللغة العربية، وعلوم الشريعة الإسلامية.
مشايخه:
من أبرز مشايخه في مختلف مراحل تكوّنه، وفي شتَّى فنون العلم والحياة: الشيخ إبراهيم بن عيسى الابريكي (1273-1329هـ/1857-1911م)، والشيخ الحاج عمر بن يحي المليكي([4])(1274-1339هـ/1858-1921م)، والشيخ عبد الله بن إبراهيم أبو العلا (1882-1960م)، والشيخ بكير (بن؟؟؟) العنق (1285-1353هـ/1868-1934م)([5]).
فنون العلم التي نبغ فيها:
اهتمَّ الشيخ بيوض كثيرا بعلوم اللغة العربـيَّة - باعتبارها أداة ومفتاحا للعلوم الأخرى -، ودرس العقيدة، والأصول، والفقه، والسيرة النبوية، والميراث،...
ولم يقتصر على العلم النظري، بل بملازمة شيوخه وحبِّهم الشديد له، حُظي بتكوين تطبيقي يعنى بتربية النفس وتهذيبها، وشحذ القدرات العقلية وصقلها، والاعتناء بالأبدان وتنميتها... فجمع بذلك المنهجِ السليم الأسسَ الثلاثة للتربية الحقَّة: الروح، والعقل، والجسد.
أثر المطالعة ومجالس الإصلاح في صقل شخصيته:
العصامية وحبُّ المطالعة هي من أبرز سمات الشيخ بيوض، وقد كان من روَّاد نادٍ لشيخه الحاج بكير العنق، يجتمع فيه سراة القوم لمطالعة ما يصلهم من كتب ومجلاَّت من المشرق خاصَّة، ومتابعة أحداث العالم الإسلامي،وعنها يقول:
«هذه المجالس التي كانت تناقش فيها كلُّ مشاكل البلد، وتُشرح فيها كلّ سياسته، فعرفت ما لم أكن أعرف من أسرار المجتمع والإصلاح؛ فثقف عقلي ما أسمع وما أرى، وعلَّمني أساليب النضال، وأرهف حسِّي، وربَّاني تربية اجتماعية ممتازة»([6]).
شخصياتٌ علمية تأثَّر بها...
لا شكَّ أنَّ أبرز شخصية علمية تأثَّر بها الشيخ هي شخصية القطب([7])الشيخ امحمَّد بن يوسف اطفـيَّش (1273-1332هـ/1818-1914م)، فكان يعدُّه آية في التحقيق، ويعتبر العمل التربوي والإصلاحي الذي قام به مكمِّلا لِمسيرته.
وقد تأثَّر كذلك بالإمام محمَّد عبده، وتبنَّى منهجه في التفكير والتفسير، وعن ذلك يقول:
«إنَّ مقصدي من هذه الدروس [دروس التفسير] وغيرها هو مقصد الشيخ محمَّد عبده، أنْ أخلُق عقولا تتذوَّق بلاغة القرآن، ونفوساً فيها طهر القرآن، وتلاميذَ مصلحين يكونون جند القرآن».
وشخصياتٌ أخرى راسلها:
لم تنقطع مراسلات الشيخ بالشخصيات المحلية والوطنية والإسلامية التي تربطه وإيـَّاهم روابط علمية وسياسية وفكرية.
فقد كان يراسل علماء في العالم الإسلامي منهم: الشيخ عزَّ وجلَّ الدين بليق (لبنان) ، والشيخ مصطفى الزرقاء (مصر)، والشيخ موسى الصدر (إيران)، والشيخ علي يحي معمر (ليبيا)، والشيخ حمزة الرفاعي (المدينة المنوَّرة)، والشيخ أحمد حمد الخليلي (سلطنة عمان)، والزعيم سليمان باشا الباروني... وغيرهم.
وقد راسل مجموعة من علماء جمعية العلماء المسلمين مثل رئيسها الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ الطيب العقبي، والشيخ البشير الإبراهيمي؛ كما كانت له علاقات حميمة بالمفكر الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم.
أمـَّا في مستوى ميزاب فأكثر مراسلاته كانت بالشيخ عدُّون (شريفي سعيد)، والشيخ أبي اليقظان، والشيخ محمَّد علي دبوز، والشيخ عبد الرحمن بكلي، وشاعر الثورة مفدي زكرياء، وكاتبه الذي أحبَّه حبَّ الوالد لابنه الوفي حدبون صالح...
شدائدُ سبرته... فرشَّحته:
بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) أخذته فرنسا -مع من أخذت من الشباب الجزائري- للخدمة العسكرية الإجبارية، وبعد مساعي حثيثة انتشل من براثن الظلم انتشالا...
وبعد ذلك مباشرة جنَّد نفسه لمحاربة الاستعمار، وندَّد بالتجنيد الإجباري في صفوف العدوِّ لمحاربة المسلمين -رفقة جماعة من الوطنيين- فأثمر سعيهم إلغاء فرنسا لهذا القانون في ميزاب.
وفي سنة 1921م نجا من وباء (التيفيس) الذي حصد المئات من الناس في القرارة، وقضى نخبة من العلماء والأعيان، فكان من بينهم والده عمر، وشيخه الحاج عمر بن يحي.
وهكذا أنجاه الله مرَّتين، وخصَّه بعنايته وفضله، بعد أن رزقه مواهب جليلة وصفات حميدة. فما كان من ابن العشرين ربيعا إلاَّ أن تحمَّل بعدهم الأمانة بإخلاص، وتلقَّف الراية بجدارة.
بروزه في حلقة العزَّابة:
في سنة 1922م دخل عضوا في حلقة العزَّابة، وهو أصغرهم عمراً، ولكنَّ قدراتـِه العلمية، مكَّنته من التفوُّق والنبوغ، فكُلِّف بالتدريس والوعظ والإرشاد بالمسجد بـعد سنتين.
وفي سنة 1940م انتُخب بالإجماع رئيسـًا لمجلس العزَّابة.
إنَّ إبراهيم كان أمـَّة...
حبا الله تعالى الشيخ بمزايا كثيرة، جمعها البكري في قوله:
«خلقٌ كريم، وعلمٌ واسع، وعقلٌ متَّزن، وفكرٌ وقَّاد، وحافظةٌ قوية، إلى لسانٍ فصيح معبِّر، وقلمٍ بليغ مقرِّر، إلى ألمعيةٍ تُرِيهِ العواقب في أثناء فكرته، إلى حظٍّ يدني البون الشاسع، ويفتح له كلَّ باب مغلق»
المسجد يـَتحوَّل إلى "جامعة شعبية":
يقول الدكتور محمَّد ناصر عن الإمام الزعيم: «أدرك بحسِّه الإصلاحي، واطِّلاعه على الحركات الإصلاحية في العالم الإسلامي، أنـَّه لا بدَّ من وضع خطَّة عملية طويلة النفس، تحوِّل المسجد إلى منارة إشعاع، تمدُّ الناس بالنور في جميع مناحي حياتهم، الدنيويـَّة منها والأخروية. فما كان منه إلاَّ أن حوَّل المسجد إلىجامعة شعبية، لا يقتصر فيها على الوعظ والإرشاد وحدهما، وإنـَّما يقدِّم فيه أطايب المعرفة الإسلامية مبسوطة على مائدة القرآن الكريم وسنَّة النبيء محمَّد صلى الله عليه وسلم».
«نبني بجانب كلّ مسجد معهدا...»:
منهج التغيير عند الإمام منهجٌ كامل متكامل، يغذِّي الروح، كما يـُعنى بالعقل، ولذلك حرص الشيخ على إنشاء حركة تربوية تجمع إلى أصالة المبادئ والأهداف حداثةَ الوسائل والتقنيات، فأسَّسمعهدَ الشباب-معهد الحياة- بتاريخ: 18 شوال 1343هـ / 21 ماي 1925م، رفقة أعلام مخلصين، وهبوا الموت فمُنحت لهم الحياة([8])، ومَحضوا الإخلاص فمُنحوا الخلاص، من أمثال:
الشيخ أبي اليقظان إبراهيم (1306-1393هـ/1888-1973م) - أب الصحافة الوطنية([9])-، والشيخ شريفي سعيد بن بلحاج "الشيخ عدُّون" (و:1319هـ/1902م) - الساعد الأيمن للشيخ([10])-.
وقد علَّق الشيخ بيوض على مقولة الإمام محمَّد الغزالي:
«لا خلاص لنا إلاَّ أن نهتمَّ بالمعاهد اهتامنا بالمساجد، وأن نبني بجانب كلّ مسجد معهدا، ونبني بجانب كلّ معهد معبداً» بقوله:
«وقد سبقت لنا - بحمد الله - دعوات في هذا المجال منذ سنين، وهو ماطبَّقناه عمليابعد مجهودات جبَّارة، فقامت هذه المؤسَّسة العتيدة لمعهد الحياة إلى جانب المسجد، صرحا شامخاً للتربية المحمَّدية، ومنارا للإسلام، وتلك هي قناعتنا منذ أن خطونا خطواتنا الأولى في الإصلاح الديني والاجتماعي».
إنَّ هذه المؤسَّسة المباركة لا تزال قائمة رغم عوادي الزمان، والأمـَّة الإسلامية - وهي في مشارف القرن الواحد والعشرين - تنتظر منها المواصلة المسير على الدرب والبذل من المجهود المزيد، لتستعيد مجدها وعزَّتها، وتتبوّأ المكانة التي رشَّحها الله لها.
وغذَّى هذا المعهد بمأوى للطلبة يتمتَّعون بالنظام الداخلي للوافدين من الآفاق، قصد لـمِّ شتات الأمـَّة في شبابها، وتوحيد الأفكار - بمنهج تربوي اجتماعي مترابط - تحت رعايته.([11])
وكان من ثمرات هذا المعهد أن تخرَّج فيه «أفواج متعاقبة من نبهاء الطلبة، فيهم المعلّم المربـِّي، والمؤلّف، وفيهم الواعظ الداعية إلى الله، وفيهم الكاتب والشاعر، وفيهم المصلح الاجتماعي الذي تدور على محوره شؤون قومه»([12]).
الإمام مصلح اجتماعي:
إنَّ المصلح الاجتماعي الناجح هو الذي يقصد الناس في مواطن أفراحهم وأطراحهم، ولا ينتظرهم في قسمه ومنبره؛ وقد كان الشيخ رحمه الله لا يترك فرصة إلاَّ وزرع فيها أفكاره الإصلاحية، وأرشد فيها الرعية... معتمدا في ذلك على بداهة فائقة، وذكاء حادٍّ، وأسلوب مقنع، يفهمه الصغير ويدرك مغزاه الكبير، ويعيه الأميُّ كما يتأثر به المثقَّف...
فهو يستغلُّ مناسبات الأعراس، والجنائز، والزيارات، والأسفار، والتجمُعات العامَّة أيـّما استغلال، وقد خلَّف العشرات من الدروس، لو جمعت تحت عنوان واحد، لكان بلا ريب:دروس المناسبات.
كتبٌ درَّسها في المسجد والمعهد:
في سنة 1931م شرع بمسجد القرارة في تدريسِ كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري، واختتمه بحفل علمي بهيج سنة 1953م. وكذلك درَّس مسند الربيع بن حبيب في الحديث. وكتاب النيل للثميني في الفقه، وطلعة الشمس في أصول الفقه للسالمي، وعقيدة التوحيد لمحمد عبده، وتهذيب المنطق في علم الميزان، وعظة الناشئين في الاجتماع، ودلائل الإعجاز في البلاغة، وأمالي القالي في الأدب... وغيرها كثير.
وكان في مقدِّمة هذا كلِّه:تفسيره للقرآنُ الكريم.
في رحاب القرآن...
للشيخ - رحمه الله - رحلة روحانية مع القرآن الكريم، فقد حفظه وهو في سنِّ الثانية عشر، وجلس للناس يفسِّره معتمداً على تفسير البيضاوي وهو ابن عشرين ربيعاً، وفي أواخر العشرينيات آثر تفسير الإمام محمَّد عبده "جزء عمَّ"، ففسَّره في مراحل متقطَّعة إلى أن أتـمَّه؛ وفي غرَّة محرَّم 1353هـ / 6 ماي 1935م افتتح - بعد تهيُّب وتردُّد طويلين، وإلحاح من الناس شديد - أوَّل درس لتفسير القرآن الكريم بطريقة متسلسلة، منتظمة، متتابعة... واستمرَّت هذه الدروس تغذِّي المسيرة الإصلاحية للأمَّة، وتسجِّل في جبين الأمـَّة الإسلامية عامة والجزائرية خاصَّة صفحة من عزٍّ ونور، إلى غاية 25 ربيع الثاني 1400هـ / 12 فيفري 1980م([13]).
وقد حرَّر الأستاذ عيسى بن محمَّد الشيخ بلحاج الجزء الذي سجِّل من هذه الدروس([14])، من سورة الإسراء إلى الخاتمة.
أمـَّا عن مميزَّات تفسيره، فنترك قلم أعرفِ الناس به - فضيلة الشيخ عدُّون - يعبِّر عنها بقوله:
«وطريقته أنـَّه بعد افتتاح الدرس بالدعاء المأثور، يتولَّى أحدُ التلاميذ تجويد الآية أو الآيات التي يفسِّرها، يتولَّى سردَها ثمَّ يذكر سبب النزول إن كان، ويربط السورة أو الآية بما قبلها بذكر المناسبة، ثمَّ يشرح معاني الألفاظ اللغوية، والمعنى الإجمالي، ثمَّ التفصيلي للآية، فيستخرج ما فيها من أسرار بيانية ولطائف بلاغية ونكت عجيبة، وكثيرا ما يلهم بها أثناء الدرس فيقول:
هي بنت اللحظة، يبدي ما فيها من إعجاز يفوت تناول البشر، ويذكر مناسبتها لعصر النزول، ومطابقتها لهذا العصر ونوازله، فتحسب أنَّ الآية نزلت بهذه القضية أو تلك، أو على هؤلاء الأقوام أو أولئك، ويستعرض عليها قضايا الإنسان الاجتماعية والسياسية والاقتصادية...
بهذا المنهج القويم وهذه الروح القوية فسَّر القرآن إمامنا الكبير في مدى سبعة وأربعين عاما»([15]).
الإمام يشارك في تأسيس جمعية العلماء:
تعدَّدت دوائر نشاط الشيخ، وقد كانت له مشاركات فعَّالة في مستوى وادي ميزاب - عشيرته الأقربون -، والجزائر - وطنه العزيز -، والعالم الإسلامي -جماع المصير المشترك-.
ففي إطار الجزائر، شارك الشيخ في عدَّة إنجازات، ولعلَّ من أبرزها تأسيسُ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي أسندت إليه مهمَّة نيابة أمين المال، وذلك في سنة 1931م.
ويؤسِّس جمعية الحياة...
يساير الإصلاحَ التربوي والديني إصلاحٌ اجتماعي على أسسٍ متينة، وقد أسَّس الشيخ لذلك جمعية الحياة، التي تعتبر رائدة النهضة الحديثة في القرارة، وكان ذلك سنة 1937م.
الشيخ بيوض وقضية فلسطين:
في سنة 1948م كان من بين الأربعة الممضين على برقيات ورسائل التأييد، باسم اللجنة الجزائرية الفلسطينية، لقضية فلسطين في الجامعة العربية.
المعـتـرك السياسي:
أشرِب الشيخ منذ نعومة أظفاره عقيدة الولاية والبراءة، فأحبَّ المسلمين في كلّ بقاع المعمورة، وكره الكفَّار كرها شديدا، وعاداهم عداء مريرا...
ففي سنة 1940م، وإثر تحريضات شديدة اللهجة ضدَّ الظلم والظالمين، حكم عليه المستعمرُ بالإقامة الجبرية لمدَّة أربع سنوات، لا يغادر فيها أسوار القرارة.
وقد طَرحت الحكومة الفرنسية مشروعا يقضي بفصل الصحراء عن الشمال، مستعينة في تحقيق هذا الهدف بعصبة من أذيالها، غير أنَّ الشيخ بيوض وقف معارضا لهذا المقترح، رغم الإغراءات ورغم التهديدات، وإليه يعود الفضل في الإبقاء على وحدة التراب الوطني، وفي المحافظة على عزَّة الشعب الجزائري.
وقد أجمل الدكتور محمَّد ناصر بوحجام مرتكزات الشيخ بيوض في العملالسياسي في النقاط التالية:
*الاهتمام بالشباب إعدادا وتوجيها.
*المرونة في التحرُّك السياسي.
*الدعوة في التحكُّم في المجال الاقتصادي، وولوج أجهزة الحكومة.
الشيخ بيوض في المجلس الجزائري:
«إني وقَفت حياتي فيما مضى على أمَّتي، وإنَّني أقف عليها ما بقي من أيامي، والله حسبي» هذه الكلمات قالها الشيخ بعد أن رُشِّح -رغم رفضه الشديد- لمهمَّة تمثيل الأمـَّة في المجلس الجزائري، وذلك سنة 1948م وأعيد ترشيحه في سنة 1951م، فعمل بجدٍّ وإخلاص، واستغلَّ هذا المنصب للدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين، وللذود عن حوض الجزائر والجزائريين... فوفِّق في ذلك أيـّما توفيق.
وللشيخ يد في الثورة التحريرية المباركة:
«والبحر أنت سياسة، كالموج آونةً، وأخرى في السكون سماء
وإذا الزعانف أرجفوا، فالبحر هولٌ في اللقاء، وفي السماء علاء
البلبل الصدَّاح أنت، وشانئٌ لك «كالغراب» فِعاله سوداء
يكفي الغراب نعيقه، أو دمنة يقضي بها الأيـَّام وهي خــلاء»
هذا ملخَّص حال الشيخ بيوض -رحمه الله تعالى- من الثورة التحريرية المباركة، وحالِ شانئيه أصحاب الساعات الأخيرة، والمواقف المتلوِّنة... فقد شارك الشيخ في الثورة قبل أن تبدأ بعقود، لا بمفهوم قصار النظر، وإنـَّما بالمفهوم الحضاري العميق، فأعدَّ العدَّة، وحارب الجهل، ونشر الفضيلة، وحارب الرذيلة... وهو واثق أنَّ عدوّ النفس أعتى من أي عدوٍّ آخر...
وأثناء الثورة شارك بأعمال عديدة منها: الاتِّصالات والمراسلات السرية بقادة جبهة التحرير الوطني؛ وتموين المجاهدين بالمال والعتاد واللباس؛ وإرسال تلاميذه الشباب إلى واجهة القتال بأعالي الجبال؛ وإيواء كبار الثوَّار... وخاصَّة بتربيته لجيل من الوطنيين لا نجد ضمنهم خائنا واحدا، في وقت عزَّ فيه الوفاء للوطن، ورخصت فيه القيم والمقوِّمات([16])...
الشيخ بيوض في الحكومة المؤقَّتة:
بعد اتفاقيات إيفيان التاريخية([17])وإيقـاف القتال في 19 مارس 1962م، نال الشعب الجزائري كرامته، وأخذ استقلاله ليـُنهي كابوس 130 سنة من الاستعمار الغاشم,، شُكِّلت لجنة تنفيذية مؤقَّتة، وأسندت إلي الشيخ مهامَّ وزارة التربية إلى غاية تسليم السلطة عند الاستقلاق للحكومة الجزائرية الأولى في سبتمبر 1962م.
ويعـيَّن رئيسا لمجلس عمِّي سعيد...
مجلس عمِّي سعيد يمثِّل أكبر هيئة دينية واجتماعية في وادي ميزاب، يجتمع فيه ممثِّلو مدن وادي ميزاب ووارجلان للنظر في مستجدَّات الناس، وللإفتاء في النوازل...
فبعد مرحلة من الانقطاع بُعث سنة 1963م، وانتُخب الشيخ بيوض رئيساً له إلى غاية وفاته، فكانت له مواقف ومبرَّات أثرى بها الفكر الإسلامي، وفتاوى أطبقت شهرتها العالم الإسلامي.
وقد اعتمدته وزارة التعليم الأصليِّ والشؤون الدينية في الفتوى بالعمل بالحساب الفلكي في إثبات المواسم، وفي اعتبار جدَّة ميقاتا للحجَّاج القادمين إلى الحجاز من ناحية المغرب... وفي غيرها.
آثاره...
في رحاب القرآن (تفسير للقرآن الكريم):الجزء المسجَّل منه من آية {ولقد كرَّمنا بني آدم...} (سورة الإسراء)، إلى خاتمة القرآن؛ في 1127 شريطا، كلّ شريط حوالي 60 دقيقة؛ دوَّنه الشيخ بلحاج عيسى في أربعين مجلَّداً من الحجم الكبير، بمجموع 12500 ص؛ وقد طبعت منه جمعية التراث تباعا أربعة أجزاء:
تفسير سورة الإسراء:ط1: دار النهضة للنشر والتوزيع، سلطنة عمان؛ 1412هـ/1992م.
ط2: نشر جمعية الترث، القرارة، غرداية؛ مطبعة النخلة، الجزائر؛ 1413هـ/1993م.
تفسير سورة الكهف:نشر جمعية التراث، القرارة، غرداية؛ مطبعة النخلة، الجزائر؛ 1414هـ/1994م.
تفسير سورتي مريم وطه:نشر جمعية الترث؛ القرارة، غرداية؛ المطبعة العربية، غرداية؛ 1416هـ/1995م.
تفسير سورتي الأنبياء والحج:نشر جمعية التراث، القرار، غرداية؛ المطبعة العربية، غرداية؛ 1417هـ/1996م.
في رحاب القرآن (تفسير سورة النور):أعدَّه للطبع الشيخ ناصر بن محمَّد المرموري؛ المطبعة العربية، غرداية، الجزائر؛ ط1: 1400هـ/1980م.
فتاوى الإمام الشيخ بيوض:إعداد الشيخ بكير بن محمَّد الشيخ بلحاج؛
ط1: المطبعة العربية، غرداية، الجزائر؛ 1408هـ/1988م؛ جزآن.
ط2: مكتبة أبي الشعثاء، السيب، سلطنة عمان؛ 1411هـ / 1990م.
أجوبة وفتاوى:بالاشتراك مع الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري؛ منشورات دار الدعوة، نالوت، ليبيا؛ ط1: 1971م.
أعمالي في الثورة:إعداد الدكتور محمَّد ناصر؛ نشر جمعية التراث، القرارة، غرداية؛ طبع الزيتونة للإعلام والنشر، باتنة؛ ط1: 1410هـ/1990م؛ 164ص.
حديث الشيخ الإمام:إعداد الأستاذ محمَّد سعيد كعباش؛ المطبعة العربية، غرداية؛ ط1: .
المجتمع المسجدي:إعداد الدكتور محمَّد ناصر بوحجام؛ ط1: ؛ ط2: مكتبة أبي الشعثاء، السيب، سلطنة عمان؛ 1411هـ/1990م؛ 168
ثبوث الهلال بين الرؤية البصرية وحساب المراصد الفلكية:نقله من الأشرطة عمر قلاع الضروس؛ راجعه الدكتور محمَّد ناصر؛ مطبعة الألوان الحديثة، سلطنة عمان؛ ط1: 1413هـ/1992م؛ 86ص.
مقالات في صحف أبي اليقظان إبراهيم:حوالي 30 مقالا في مختلف المواضيع، لو جمعت لكوَّنت كتابا قيما؛ بين 1926 و 1938م.
مقالات وفتاوى متفرِّقة في مجلَّة الشباب:مجلَّة معهد الحياة، مخطوطة، مكتبة معهد الحياة.
نظام حلقة العزَّابة بميزاب (مخطوط):مكتبة الشيخ بيوض بالقرارة، م1 رقم 18.
بلاد ميزاببحث مختصر في تاريخ ميزاب - (مخطوط): مكتبة الشيخ بيوض بالقرارة، م2 رقم 62.
نبذة في حرمة المساجد وبيوت العبادة في الإسلام:مكتبة الشيخ بيوض بالقرارة، م3 رقم 161.
روح الشريعة الإسلامية وواقع التشريع اليوم في العالم الإسلامي:محاضرة ألقاها في الملتقى السابع للفكر الإسلامي، تيزي وزو؛ 1393هـ/1973م؛ نشرت في المجلَّد الثاني من أعمال الملتقى؛ منشورات وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية، الجزائر؛ 1973م.
دروس ومحاضرات في مختلف المواضيع:وهي مسجَّلة في أشرطة تعدُّ بالمآت، تطلب من مكتبة معهد الحياة، أو جمعية الرسالة، القرارة.
البدعة عند الإباضـيَّة من خلال آراء الشيخ بيوض:مذكِّرة التخرُّج من معهد الحياة، قسم الشريعة الإسلامية؛ إعداد وتحقيق الطالب بولرواح إبراهيم؛ 1417هـ/1996م. (مصفَّفة).
الصحابة: فضلهم وحكم الترضِّي عليهم من خلال آراء الشيخ بيوض:مذكِّرة التخرُّج من معهد الحياة، قسم الشريعة الإسلامية؛ إعداد وتحقيق الطالب بهون إبراهيم؛ 1417هـ/1996م. (مصفَّفة).
ما كتب عنه...([18])
أبو اليقظان إبراهيم:ملحق سير الإباضـيَّة (مخطوط)؛ 3كراسات؛ د.ت.ن؛ مكتبة الدكتور محمَّد ناصر.
أبو اليقظان إبراهيم:أفذاذ الإباضـيَّة (مخطوط)،مكتبة أبناء الشيخ أبي اليقظان.
محمَّد علي دبوز:أعلام الإصلاح في الجزائر.
محمَّد علي دبوز:نهضة الجزائر الحديثة،مطبعة البعث، قسنطينة، الجزائر؛ ج1، 2، 3، 4، 5؛ بين 1975 و 1982م.
شريفي سعيد (الشيخ عدُّون):معهد الحياة نشأته وتطوُّره؛المطبعة العربية، غرداية، الجزائر؛ ط1: 1409هـ/1989م.
الدكتور محمَّد ناصر:في رحاب القرآن: القسم الأوَّل: أحداث مهرجان ختم تفسير القرآن، القسم الثاني: التأبين؛نشر جمعية التراث، العطف، غرداية؛ المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الجزائر؛ ط1: 1989م.
الدكتور محمَّد ناصر :المقالة الصحفية الجزائرية (1903-1931م)؛الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر؛ مج2؛ ط1: 1978م.
الدكتور محمَّد ناصر بوحجام:الشيخ بيوض والعمل السياسي؛المطبعة العربية، غرداية، الجزائر؛ ط1: 1412هـ/1991م.
صالح خرفي (الدكتور):من أعماق الصحراء؛دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان؛ ط1: 1991م.
أعوشت بكير:الإمام إبراهيم بيوض وجهاده الإسلامي في الجزائر؛المطبعة العربية، غرداية، الجزائر؛ ط1: 1987م.
سوكحال نور الدين:الشيخ إبراهيم بيوض ومنهجه في الإصلاح؛بحث مقدَّم لنيل شهادة الماجستير، معهد أصول الدين، جامعة الأمير عبد القادر؛ إشراف الدكتور بشير بوجنانة؛ السنة الجامعية 1994-1995م. (مصفَّف)
صالح ابن ادريسو:معهد الحياة (نموذج لمعهد إصلاحي بميزاب) - بالفرنسية-؛ دبلوم الدراسات المعمَّقة، السربون، فرنسا؛ نوقشت سنة 1994م.
الهوامش:
[1]- المناسبة هي الملتقى الوطني لإحياء ذكرى الشيخ بيوض، إعداد الكشافة الإسلامية الجزائرية، مكتب القيادة العامة بالتنسيق مع المحافظة الولائية لغرداية، بتاريخ 1، 2، 3 جويلية 1996م، بقاعة ابن خلدون بالجزائر العاصمة.
[2]- القرارة هي إحدى مدن وادي ميزاب السبع، تقع جنوب الجزائر، وتبعد عن غرداية عاصمة ميزاب ومقرُّ الولاية بــ 116 كلم؛ ويذكر المؤرِّخون أنَّ تاريخ نشأة القرارة يعود إلى سنة 1040هـ.
أمـَّا المدن الأخرى فهي: العطف، مليكة، غرداية، بني يسجن، بنورة، بريان.
[3]- حلقة إيروان: هيئة دينية، تندرج ضمن نظام العزَّابة، وهي هيئة الطلبة والمشتغلين بالعلم، بشرط أن يكونوا من حفظة القرآن الكريم.
[4]- للتوسُّع في ترجمة الشيخين، المليكي والحاج عمر بن يحي، انظر كتاب الدكتور محمَّد ناصر بوحجام تحت عنوان: «حياة الشيخين؟؟؟».
[5]- وانظر معجم أعلام الإباضـيَّة (النسخة المصوَّرة)، التراجم رقم:041، 752، 641، 227.
[6]- محمَّد علي دبوز: أعلام الإصلاح في الجزائر، ج2/ص154.
[7]- زار الشيخ بيوض القطب مع والده في سنة 1911م، وقد حضر في الأيـَّام التي أقامها ببني يسجن كلَّ دروسه.
وللتوسُّع في دراسة حياة القطب وفكره، انظر البحوث التالية: - الفكر السياسي عند الإباضـيَّة من خلال آراء الشيخ اطفـيَّش لجهلان عدُّون، نشر جمعية التراث -الشيخ اطفيش ومذهبه في تفسير القرآن ليحي بوتردين -منهج التفسير عند القطب لعكّي علواني -آراء الشيخ اطفـيَّش العقدية لمصطفى وينتن.وكلُّها رسائل ماجستير.
وانظر معجم أعلام الإباضـيَّة (النسخة المصوَّرة)، الترجمة رقم 1147.
[8]- أعدَّ الطالب ابن ادريسو صالح دراسة أكاديمية خاصة بالمعهد، تحت عنوان: «معهد الحياة: نموذج لمدرسة إصلاحية بوادي ميزاب» (وانظر: البيبليوغرافيا).
[9]- حول شخصية أبي اليقظان طالع الدراسات العديدة التي أنجزها الدكتور محمَّد ناصر، مثل: - المقالة الصحفية (رسالة ماجستير)، أبو اليقظان وجهاد الكلمة (نشر التراث)... وراجع: من أعماق الصحراء للدكتور صالح الخرفي، وبيبليوغرافية أبي اليقظان للدكتور محمَّد ناصر بوحجام، والشيخ أبو اليقظان حياته وآثاره لمحمد موسى باباعمي...
[10]- هو مدير المعهد حاليا، ورئيس مجلس عمِّي سعيد، وقد أعدَّ مؤلَّفا حول معهد الحياة (انظر: البيبليوغرافيا).
[11]- الإحالة إلى كتاب الشيخ القرادي
[12]- من كلمة الشيخ عبد الرحمن بكلّي رحمه الله ()، بمناسبة حفل ختم تفسير القرآن الكريم.(المصدر)
[13]- أقيم له مهرجان مشهود في يوم 23 ماي 1980م. وقد طبعت جمعية التراث كتابا يحوي بين دفَّتيه الكلمات التي أُلقيت بالمناسبة، تحت عنوان: «في رحاب القرآن»، إعداد الدكتور محمَّد ناصر.
[14]- انظر قائمة آثاره، رقم 1.
[15]- الأستاذ الشيخ أحمد ناصر في صدد إعداد رسالة ماجستير في منهج التفسير عند الإمام الشيخ بيوض.
[16]- للتوسُّع في جهاد الشيخ في الثورة التحريرية، ينظر: «أعمالي في الثورة» من تأليفه، إعداد الدكتور محمَّد ناصر. وكذلك «الشيخ بيوض والعمل السياسي» للدكتور محمَّد ناصر بوحجام.
[17]وتوجد رسالة ماجستير للطالب هناي بشير، هو في طور إعدادها حول هذا الموضوع.
[18]- اقتصرت في هذه البيبليوغرافيا على أهمِّ ما كُتب عنه،وكذلك في قائمة آثاره، وللتوسُّع انظر: بيبليوفرافيا الشيخ بيوض للدكتور محمَّد ناصر بوحجام، مرقونة، 17ص، د.ت. وقد أخبرني أنـَّه في طور إعداد بيبليوغرافيا أشمل لـِما كتب وما كُتب عنه.

اقرا المزيد حول المكتبة الجزائرية الشاملة بواسطة المشرف

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

الزبيب و فوائده

يتكرر ذكر "حفنة من الزبيب" في التراث والطب الشعبي، ولكن حديثاً بدأت الدراسات التغذوية الإكلينيكية تتحدث أيضاً عن حفنة الزبيب، فما ...