علماء كانوا في بلاد الغربة كالنجوم
عادوا وانتحروا وأصيبوا بالجنون
هي حكايات أغرب من الخيال، وصعبة التصديق، لكنها واقع مر بل أمر من المر، حكاية علماء جزائريون يفرش لهم البساط الأحمر في المعاهد الغربية، ويتمنى الأساتذة والدكاترة الكبار في الغرب الجلوس اليهم والنهل من علمهم والإستفادة منهم، هؤلاء العباقرة عادوا يوما إلى أرض الوطن وفي قلبهم حرقة على هذه البلاد، حملوا حقيبة أغلب ما فيها بحوث ومشاريع لتطوير البلاد وتعليم الأجيال وفتح مخابر ذات تكنولوجيا كبيرة من أجل أن تصبح الجزائر مثلها مثل أي دولة متطورة وتلحق بالركب، لكنهم ليتهم ما عادوا، فقد وجدوا مسؤولين في الجامعات والمعاهد، أكثر همهم التجارة والبحث عن المواقع وصناعة الفتن، ومسؤولين في الوزارات المختصة، البحث العملي عندهم مجرد أوراق وحسابات لا تشبه حسابات البنوك السويسرية ولا المشاريع التي يكون لهم فيها نصيب 10 بالمائة، والعلم عدوهم وأي دكتور قادم من الخارج أو باحث هومشروع قنبلة انشطارية تنسف منصبه وتنسف مناصب من حوله، للتحول أغلب الوزارات إلى ملكية خاصة يوظف فيها الابناء والأصهار والأقارب، ليجد عباقرة الجزائر أنفسهم يدقون أبوابا موصدة مقفلة بالف قفل وقفل، من قفل الجهل إلى قفل الأنانية إلى قفل التهميش وصولا إلى قفل الجنون أوالانتحار الذي يكون آخر محطة في حياة باحث جاء ليرفع بلاده إلى السماء فوجد نفسه في الحضيض.
الدكتور في الفزياء النووية" لمين مرير "
من جامعات "ميشغن" إلى الانتحار من أحد جسور قسنطينة
لم يكن إبن قسنطينة لمين مرير الدكتور المختص في الفزياء النووية أن يجد نفسه مجرد مثقف لا يجد مكان له حتى كمدرس في مراكز التكوين المهني، عاد إلى أرض الوطن محملا بلكثير من المشاريع، والأحلام، لم تكن عودته من ميشيغن سهلة، بعدما أرادت الولايات المتحدة الإمريكية استنزاف قدراته الفكرية، كان دكتورا لا معا في جامعاتها عبقريا فاق الكثير من أترابه، انبهر به ألمع الأساتذة هناك، والطلبة لا يتركونه لحظة واحدة للاستقادة منه، والمخابر المختصة في الفزياء النووية تشرع له الأبواب على مصراعيها وأعلى الهيئات في أمريكا تستغل بحوثه، رغم ذلك كان لمين يفكر في تهريب مشاريعه العلمية إلى الجزائر ولم يكن ابدا ليرضى أن تذهب سنوات عمره في خدمة بلاد غير بلاده، فعاد اليها يوما مثلما تعود الطيور المهاجرة ولكن صدمته كانت فوق الاحتمال وفوق التصور، بعدما وجد كل الأبواب مقفلة لا بحوث، لا جامعات، ولا افكار، بيروقراطية مقيتة، معاملة أقل ما يقال عنها أنها لا تليق بعالم مثل لمين، ليصاب بخيبة تبعتها انكسارات وجراح، وانطوى الرجل على نفسه بعيدا عن الأضواء في خياله مع عالمه الذي كان يعيشه وأحلام رحلت كما ترحل الطيور، ولم يكن من الممكن أن يعود أمين إلى أبحاثه في جامعة ميشيغن العريقة، بعدما مرت عليه سنوات البطالة في الجزائروالتهميش، وراحت سنوات عمره تنقضي ببطء شديد في روتين قاتل، وبعدما يئس من طرق أبواب العمل استسلم لليأس وبدأت تظهر عليه علامات الإضطراب النفسي، وانعزل عن عالمه، ويقول المقربون منه أنه صار مدمنا على قراءة الكتب باللغات التي يتقنها، فضلا عن الجرائد المختلفة إلى أن قرر وضع حد لحياته في الفاتح من أفريل في 2001 والغريب أن هذا اليوم الذي قرر فيه لمين وضع حد لحياته فيه كان يصادف يوم العلم وربما هي رسالة أراد الدكتور والعالم أن يوجهها لمن كانوا سببا في ضياعه.
الدكتورة "آسيا بريرش "
من مخابر الأبحاث الطبية بأوروبا إلى عالم الجنون في قسنطينة
هي أيضا ابنة الجسور المعلقة، واحدة من الذين تحفظ المخابر الأوربية اسمها جيدا، ولعل الكثير يجهل ان البروفيسور آسيا بريبش كانت ستكون أول وزيرة جزائرية قبل زهور ونيسي بعدما عينها الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد كأول وزيرة في جزائر المستقلة، لكنها رفضت وتمسكت بأعمالها الطبية وأبحاثها في طب الأسنان، ومعروف أن الدكتورة درست طب الأسنان مع عدة شخصيات نذكر منهم مولدي عيساوي وزير الشباب والرياضة الأسبق، كما أنها اشتغلت جنبا إلى جنب مع الوزير الأسبق يحي قيدوم، اكملت دراستها العليا في سويسرا وعرضت عليها هناك المعاهد السويسرية مناصب هامة رفضتها كلها وعادت للوطن لتساهم في تطوير طب الأسنان كدكتورة وباحثة، رافضة كل العروض السياسية والأجنبية، وتبوأت منصب عمادة جامعة لكلية طب في جامعة عنابة في سنوات السبعينات، وعرفت الدكتورة بعدم مجاملتها وصراحتها في قضايا تخص القطاع الصحي، ربما لهذا كانت غير محبوبة لدى بعض الوزراء خاصة الذين تداولوا على قطاع الصحة، وبعد تدرجها في مختلف المراتب العلمية والأكاديمية وتكفلت بعمادة جامعة عنابة في سنوات السبعينات وبعد عمر من العطاء العلمي والتفاني في الأبحاث الخاصة بطب الأسنان التي كانت تتهافت عليها المخابر الأجنبية، انتهتى قصة نجاح امرأة بمأساة تجعلالعيون تذرف بدل الدمع دما قانيا، بعدما صارت الدكتورة اليون نزيلة أحد المستشفيات المختصة في الأمراض العقلية والنفسية، ويذكر أبناء قسنطينة قبل دخول البروفيسور آسيا مستشفى المختلين عقليا، كيف كانت تجوب شوارع قسنطينة تكلم نفسها، ولا أحد من مقربيها أعطى تفسيرا واضحا يشرح الأسباب التي جعلت الدكتورة آسيا بريبش تفقد عقلها، لكن الأكيد أن الجزائر فقدت عقلا بسبب العقول الفارغة .
بعدما لم يجدوا مكانا لهم لنشر أبحاثهم
دكاترة وعلماء يدخلون عالم السياسة سعيا لتطوير القطاع
بعيدا عن الجنون، وبعيدا عن الانتحار نوع آخر من التهميش الذي طال علماء الجزائر وأمخاخها، فلم يستسلموا للأمر الواقع وبحثوا عن سبل أفضل لتحقيق طموحاتهم في البحث العلمي، على رأس هؤلاء الدكتور كمال صنهاجي، الذي وصل إلى نتائج باهرة في علاج نقص المناعة المكتسبة " الإيدز "، كمال صنهاجي يعرفه الجميع كباحث اغلقت أمامه ابواب الأبحاث ولم يستطع أن يتحصل على مخبر مناسب لتطويع أبحاثه فاختار فرنسا التي احتضنته ووصل في مخابرها إلى نتائج كبيرة في مجال علاج مرض الإيدز، لكن للأسف الأبحاث محسوبة على فرنسا وليس على الجزائر، إلا أن كمال صنهاجي بقي وفيا لبلده وفضل دخول عالم السياسة من خلال انتخابه عضو في البرلمان في العهدة السابقة سعي منه لفرض منطق العلم على السياسة، لكن وجد نفسه يغرد خارج السرب مع أعضاء برلمانيين لا يفرقون بين النواة والذرة، ولا يعرفون هل الشمس كروية أم لا وهل الأرض مسطحة أم لا، وضاع حلم الدكتور وأكمل عهدته كما دخلها بخفي حنين، الأمر نفسه ينطبق على المختص في الفيزياء وعلم الفلك الدكتور لوط بوناطيرو، الذي أهدى لعالم الساعة الكونية والذي خرج بنظريات جديدة في مجال الفلك، ما زالت لحد اليوم محل اهتمام الدول الغربية، لكنه يلقى التجاهل في بلده، وعلى الطريق الذي سار فيه صنهاجي حاول بونطيرو الترشح للانتخابيات الرئاسية لكنه لم يحظى بجمع الإمضاءات اللازمة، خاصة وأنه خرج عن جبهة التحرير الوطني التي ينتمي إليها، وفي المؤتمر التاسع لجبهة التحرير الوطني، طالب بوناطيرو الأمين العام بتخصيص مناصب خاصة في اللجنة المركزية للعلماء والخبراء المختصين، لكن السياسة لها لعبتها الخاصة ولها أوراقها الأخرى بعيدة عن العلم، وبعيدا عن الأخلاق ربما . ليجد بوناطيرو وكل من حذا حذوه أنفسهم في مواجهة واقع لا يمكن أن يخترق حتى ولومارسوا السياسة، لأن السياسة هنا لا يصنعها العلماء مع الأسف .
بعدما يئسوا من الانتظار
عباقرة جزائريون يطاردهم "الموساد"
الكل يذكر قصة الشاب العبقري ابن بونة، الذي جعل من رموز الكمبيوتر مجرد لعبة يدخل بها بنوك العالم ويأخذ منها ما شاء من أموال المؤسسات الأجنبية، والأكثر من هذا استطاع ابن عنابة فك الشيفرة الإلكترونية لوزارة الدفاع الأمريكية والدخول إلى بنك معلومات البنتاغون بسهولة أذهلت خبراء لتقنية الإلكترونية، وفي ظل التهميش وعدم إدراك الكثير من المسؤولين بدور عباقرة من هذا النوع وقع الشاب ضحية لأفعاله بعدما كثرت تحويلاته المالية واختراقه للأرصدة الأجنبية والنهب منها، إلا أن قوات الأمن وبمساعدة الانتربول أوقفته في الوقت المناسب بعدما أرادت الموساد الاستفادة منه بعدما أغرته بفتاة كان سيلتقي بها في تونس، والكل كان سيجهل ما الذي سيحدث بعدها، وإن كان الشاب الجزائري قد نجى إلا أن عالم آخر مختص في الطيران كان حظه اسوأ بعدما اختفى في بلجيكا في أواخر التسعينات في ظروف غامضة ولم يظهر له خبر إلى الآن، العالم الجزائري الذي تسربت معلومات أنه كان يطور طائرة نفاثة حربية في بلجيكا اختفى وهوفي طريقه من بيته إلى مركز عمله في العاصمة البلجيكية بروكسل، ورغم أن زوجته البلجيكية فعلت المستحيل واتصلت بكل الجهات لمساعدتها للعثور على زوجها إلا أن لا شيء ظهر في الأفق لحد اليوم، لكن تقارير ظهرت لاحقا وجهت أصابع الاتهام لجهاز الموساد الإسرائيلي الذي قام بخطف العالم الجزائري الذي كان يعمل على تطوير طائرة يجهل لحد الآن نوعها .
أرقام تعبر عن نفسها
*حسب جامعة الدول العربية 250 ألف مخ جزائري يتواجدون في الخارج
* حسب وزارة البحث العلمي 7000 مشروع بحث نفذ منها 300 مشروع سنة 2005 كان أهمها بحث في الأرطوفونيا وآخر حول الفراولة وهما الآن تحت تصرف المستهلكين.
* 28 مليار دولار هي ميزانية المعاهد الطبية الأميركية. التي يترأسها الجزائري الياس زرهوني
* 30 ألف إطار جزائري غادروا بلادهم خلال السنوات الخمس الأخيرة
* 100 مليار دولار هي خسارة الجزائر من هجرة أدمغتها
* متوسط الكلفة السنوية لتدريس احد أفراد الكفاءات العالية في المؤسسات الوطنية تبلغ 70 ألف دينار جزائري
* البلدان العربية تفقد 50 بالمائة من أدمغتها كل عام
عادوا وانتحروا وأصيبوا بالجنون
هي حكايات أغرب من الخيال، وصعبة التصديق، لكنها واقع مر بل أمر من المر، حكاية علماء جزائريون يفرش لهم البساط الأحمر في المعاهد الغربية، ويتمنى الأساتذة والدكاترة الكبار في الغرب الجلوس اليهم والنهل من علمهم والإستفادة منهم، هؤلاء العباقرة عادوا يوما إلى أرض الوطن وفي قلبهم حرقة على هذه البلاد، حملوا حقيبة أغلب ما فيها بحوث ومشاريع لتطوير البلاد وتعليم الأجيال وفتح مخابر ذات تكنولوجيا كبيرة من أجل أن تصبح الجزائر مثلها مثل أي دولة متطورة وتلحق بالركب، لكنهم ليتهم ما عادوا، فقد وجدوا مسؤولين في الجامعات والمعاهد، أكثر همهم التجارة والبحث عن المواقع وصناعة الفتن، ومسؤولين في الوزارات المختصة، البحث العملي عندهم مجرد أوراق وحسابات لا تشبه حسابات البنوك السويسرية ولا المشاريع التي يكون لهم فيها نصيب 10 بالمائة، والعلم عدوهم وأي دكتور قادم من الخارج أو باحث هومشروع قنبلة انشطارية تنسف منصبه وتنسف مناصب من حوله، للتحول أغلب الوزارات إلى ملكية خاصة يوظف فيها الابناء والأصهار والأقارب، ليجد عباقرة الجزائر أنفسهم يدقون أبوابا موصدة مقفلة بالف قفل وقفل، من قفل الجهل إلى قفل الأنانية إلى قفل التهميش وصولا إلى قفل الجنون أوالانتحار الذي يكون آخر محطة في حياة باحث جاء ليرفع بلاده إلى السماء فوجد نفسه في الحضيض.
الدكتور في الفزياء النووية" لمين مرير "
من جامعات "ميشغن" إلى الانتحار من أحد جسور قسنطينة
لم يكن إبن قسنطينة لمين مرير الدكتور المختص في الفزياء النووية أن يجد نفسه مجرد مثقف لا يجد مكان له حتى كمدرس في مراكز التكوين المهني، عاد إلى أرض الوطن محملا بلكثير من المشاريع، والأحلام، لم تكن عودته من ميشيغن سهلة، بعدما أرادت الولايات المتحدة الإمريكية استنزاف قدراته الفكرية، كان دكتورا لا معا في جامعاتها عبقريا فاق الكثير من أترابه، انبهر به ألمع الأساتذة هناك، والطلبة لا يتركونه لحظة واحدة للاستقادة منه، والمخابر المختصة في الفزياء النووية تشرع له الأبواب على مصراعيها وأعلى الهيئات في أمريكا تستغل بحوثه، رغم ذلك كان لمين يفكر في تهريب مشاريعه العلمية إلى الجزائر ولم يكن ابدا ليرضى أن تذهب سنوات عمره في خدمة بلاد غير بلاده، فعاد اليها يوما مثلما تعود الطيور المهاجرة ولكن صدمته كانت فوق الاحتمال وفوق التصور، بعدما وجد كل الأبواب مقفلة لا بحوث، لا جامعات، ولا افكار، بيروقراطية مقيتة، معاملة أقل ما يقال عنها أنها لا تليق بعالم مثل لمين، ليصاب بخيبة تبعتها انكسارات وجراح، وانطوى الرجل على نفسه بعيدا عن الأضواء في خياله مع عالمه الذي كان يعيشه وأحلام رحلت كما ترحل الطيور، ولم يكن من الممكن أن يعود أمين إلى أبحاثه في جامعة ميشيغن العريقة، بعدما مرت عليه سنوات البطالة في الجزائروالتهميش، وراحت سنوات عمره تنقضي ببطء شديد في روتين قاتل، وبعدما يئس من طرق أبواب العمل استسلم لليأس وبدأت تظهر عليه علامات الإضطراب النفسي، وانعزل عن عالمه، ويقول المقربون منه أنه صار مدمنا على قراءة الكتب باللغات التي يتقنها، فضلا عن الجرائد المختلفة إلى أن قرر وضع حد لحياته في الفاتح من أفريل في 2001 والغريب أن هذا اليوم الذي قرر فيه لمين وضع حد لحياته فيه كان يصادف يوم العلم وربما هي رسالة أراد الدكتور والعالم أن يوجهها لمن كانوا سببا في ضياعه.
الدكتورة "آسيا بريرش "
من مخابر الأبحاث الطبية بأوروبا إلى عالم الجنون في قسنطينة
هي أيضا ابنة الجسور المعلقة، واحدة من الذين تحفظ المخابر الأوربية اسمها جيدا، ولعل الكثير يجهل ان البروفيسور آسيا بريبش كانت ستكون أول وزيرة جزائرية قبل زهور ونيسي بعدما عينها الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد كأول وزيرة في جزائر المستقلة، لكنها رفضت وتمسكت بأعمالها الطبية وأبحاثها في طب الأسنان، ومعروف أن الدكتورة درست طب الأسنان مع عدة شخصيات نذكر منهم مولدي عيساوي وزير الشباب والرياضة الأسبق، كما أنها اشتغلت جنبا إلى جنب مع الوزير الأسبق يحي قيدوم، اكملت دراستها العليا في سويسرا وعرضت عليها هناك المعاهد السويسرية مناصب هامة رفضتها كلها وعادت للوطن لتساهم في تطوير طب الأسنان كدكتورة وباحثة، رافضة كل العروض السياسية والأجنبية، وتبوأت منصب عمادة جامعة لكلية طب في جامعة عنابة في سنوات السبعينات، وعرفت الدكتورة بعدم مجاملتها وصراحتها في قضايا تخص القطاع الصحي، ربما لهذا كانت غير محبوبة لدى بعض الوزراء خاصة الذين تداولوا على قطاع الصحة، وبعد تدرجها في مختلف المراتب العلمية والأكاديمية وتكفلت بعمادة جامعة عنابة في سنوات السبعينات وبعد عمر من العطاء العلمي والتفاني في الأبحاث الخاصة بطب الأسنان التي كانت تتهافت عليها المخابر الأجنبية، انتهتى قصة نجاح امرأة بمأساة تجعلالعيون تذرف بدل الدمع دما قانيا، بعدما صارت الدكتورة اليون نزيلة أحد المستشفيات المختصة في الأمراض العقلية والنفسية، ويذكر أبناء قسنطينة قبل دخول البروفيسور آسيا مستشفى المختلين عقليا، كيف كانت تجوب شوارع قسنطينة تكلم نفسها، ولا أحد من مقربيها أعطى تفسيرا واضحا يشرح الأسباب التي جعلت الدكتورة آسيا بريبش تفقد عقلها، لكن الأكيد أن الجزائر فقدت عقلا بسبب العقول الفارغة .
بعدما لم يجدوا مكانا لهم لنشر أبحاثهم
دكاترة وعلماء يدخلون عالم السياسة سعيا لتطوير القطاع
بعيدا عن الجنون، وبعيدا عن الانتحار نوع آخر من التهميش الذي طال علماء الجزائر وأمخاخها، فلم يستسلموا للأمر الواقع وبحثوا عن سبل أفضل لتحقيق طموحاتهم في البحث العلمي، على رأس هؤلاء الدكتور كمال صنهاجي، الذي وصل إلى نتائج باهرة في علاج نقص المناعة المكتسبة " الإيدز "، كمال صنهاجي يعرفه الجميع كباحث اغلقت أمامه ابواب الأبحاث ولم يستطع أن يتحصل على مخبر مناسب لتطويع أبحاثه فاختار فرنسا التي احتضنته ووصل في مخابرها إلى نتائج كبيرة في مجال علاج مرض الإيدز، لكن للأسف الأبحاث محسوبة على فرنسا وليس على الجزائر، إلا أن كمال صنهاجي بقي وفيا لبلده وفضل دخول عالم السياسة من خلال انتخابه عضو في البرلمان في العهدة السابقة سعي منه لفرض منطق العلم على السياسة، لكن وجد نفسه يغرد خارج السرب مع أعضاء برلمانيين لا يفرقون بين النواة والذرة، ولا يعرفون هل الشمس كروية أم لا وهل الأرض مسطحة أم لا، وضاع حلم الدكتور وأكمل عهدته كما دخلها بخفي حنين، الأمر نفسه ينطبق على المختص في الفيزياء وعلم الفلك الدكتور لوط بوناطيرو، الذي أهدى لعالم الساعة الكونية والذي خرج بنظريات جديدة في مجال الفلك، ما زالت لحد اليوم محل اهتمام الدول الغربية، لكنه يلقى التجاهل في بلده، وعلى الطريق الذي سار فيه صنهاجي حاول بونطيرو الترشح للانتخابيات الرئاسية لكنه لم يحظى بجمع الإمضاءات اللازمة، خاصة وأنه خرج عن جبهة التحرير الوطني التي ينتمي إليها، وفي المؤتمر التاسع لجبهة التحرير الوطني، طالب بوناطيرو الأمين العام بتخصيص مناصب خاصة في اللجنة المركزية للعلماء والخبراء المختصين، لكن السياسة لها لعبتها الخاصة ولها أوراقها الأخرى بعيدة عن العلم، وبعيدا عن الأخلاق ربما . ليجد بوناطيرو وكل من حذا حذوه أنفسهم في مواجهة واقع لا يمكن أن يخترق حتى ولومارسوا السياسة، لأن السياسة هنا لا يصنعها العلماء مع الأسف .
بعدما يئسوا من الانتظار
عباقرة جزائريون يطاردهم "الموساد"
الكل يذكر قصة الشاب العبقري ابن بونة، الذي جعل من رموز الكمبيوتر مجرد لعبة يدخل بها بنوك العالم ويأخذ منها ما شاء من أموال المؤسسات الأجنبية، والأكثر من هذا استطاع ابن عنابة فك الشيفرة الإلكترونية لوزارة الدفاع الأمريكية والدخول إلى بنك معلومات البنتاغون بسهولة أذهلت خبراء لتقنية الإلكترونية، وفي ظل التهميش وعدم إدراك الكثير من المسؤولين بدور عباقرة من هذا النوع وقع الشاب ضحية لأفعاله بعدما كثرت تحويلاته المالية واختراقه للأرصدة الأجنبية والنهب منها، إلا أن قوات الأمن وبمساعدة الانتربول أوقفته في الوقت المناسب بعدما أرادت الموساد الاستفادة منه بعدما أغرته بفتاة كان سيلتقي بها في تونس، والكل كان سيجهل ما الذي سيحدث بعدها، وإن كان الشاب الجزائري قد نجى إلا أن عالم آخر مختص في الطيران كان حظه اسوأ بعدما اختفى في بلجيكا في أواخر التسعينات في ظروف غامضة ولم يظهر له خبر إلى الآن، العالم الجزائري الذي تسربت معلومات أنه كان يطور طائرة نفاثة حربية في بلجيكا اختفى وهوفي طريقه من بيته إلى مركز عمله في العاصمة البلجيكية بروكسل، ورغم أن زوجته البلجيكية فعلت المستحيل واتصلت بكل الجهات لمساعدتها للعثور على زوجها إلا أن لا شيء ظهر في الأفق لحد اليوم، لكن تقارير ظهرت لاحقا وجهت أصابع الاتهام لجهاز الموساد الإسرائيلي الذي قام بخطف العالم الجزائري الذي كان يعمل على تطوير طائرة يجهل لحد الآن نوعها .
أرقام تعبر عن نفسها
*حسب جامعة الدول العربية 250 ألف مخ جزائري يتواجدون في الخارج
* حسب وزارة البحث العلمي 7000 مشروع بحث نفذ منها 300 مشروع سنة 2005 كان أهمها بحث في الأرطوفونيا وآخر حول الفراولة وهما الآن تحت تصرف المستهلكين.
* 28 مليار دولار هي ميزانية المعاهد الطبية الأميركية. التي يترأسها الجزائري الياس زرهوني
* 30 ألف إطار جزائري غادروا بلادهم خلال السنوات الخمس الأخيرة
* 100 مليار دولار هي خسارة الجزائر من هجرة أدمغتها
* متوسط الكلفة السنوية لتدريس احد أفراد الكفاءات العالية في المؤسسات الوطنية تبلغ 70 ألف دينار جزائري
* البلدان العربية تفقد 50 بالمائة من أدمغتها كل عام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق