يوم الجمعة 21 رمضان 1438
مدونة بوزقزة قدارة
أنزل الله عزّ وجلّ كلامه على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرتلاً، وأمرنا بقراءته مرتلاً أيضاً؛ حيث قال جلّ وعلا: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) [المزمل: 4]، ففي هذه الآية الكريمة خاطب الله تعالى نبيه، وأمره بالترتيل، وكلُّ أمرٍ أُمر به النبي الكريم فالمؤمنون مأمورون به أيضاً عدا ما اختُصَّ به النبيّ، وفسّر العلماء معنى الترتيل بأنّه التجويد، وتطبيق أحكام القرآن ومعرفة مواضع الوقوف فيه، فلا بدّ من إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، وإعطائها صفاتها بالشكل الصحيح، وسنختصُّ بالحديث عن مخارج الحروف، فمعرفتها وتعلُّمها للتوصل إلى نطقها بشكلٍ صحيح ذي أهميّةٍ بالغةٍ. مخارج الحروف لا بُدّ في البداية من معرفة معنى المخرج، وتعريفه لغةً واصطلاحاً كما عرّفه العلماء، وهو مبحثٌ أساسيٌّ من مباحث علم التجويد. تعريف المخرج لغةً: اسم مكانٍ لمحلِّ تولُّد حرفٍ أو أكثر. تعريف المخرج اصطلاحاً:
محلُّ خروج الحرف الذي ينقطع عنده صوت النطق به، فيتميّز به عن غيره. أنواع مخارج الحروف المخرج المحقّق: يعتمد على جزءٍ مُعيّن من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين. المخرج المقدّر: مخرجٌ واسعٌ ليس بالإمكان تحديده بشكلٍ دقيقٍ
. عدد مخارج الحروف للحروف
خمسة مخارج عامّة؛
وهي على الترتيب:
الجوف، الحلق، اللسان، الشفتان، الخيشوم، وهذه المخارج الخمسة في كلٍّ منها مخرج أو أكثر من المخارج الخاصّة لحرفٍ أو أكثر من الحروف الهجائيّة، ففي الجوف مخرجٌ خاصٌّ واحدٌ، وفي الحلق ثلاثة مخارج خاصّة، أمّا اللسان ففيه عشرة مخارج خاصة، بينما الشفتان ففيهما مخرجان خاصّان، ومخرجٌ خاصٌّ واحدٌ في الخيشوم. ولمعرفة المخرج المحقق للحرف يُنطق الحرف ساكناً أو مشدّداً، مع إدخال الهمزة عليه، وحيث ينقطع الصوت يكون مخرج الحرف. تعريف مخارج الحروف الجوف الجوف هو التجويف أو الخلاء الممتدُّ من فوق الحنجرة إلى الشفتين، وهو مخرجٌ مُقدرٌ، وليس نقطةً مُعيّنةً، وتخرج منه حروف المدِّ الثلاثة وهي الألف الساكنة بعد فتح مثل: قَال، والياء الساكنة بعد كسر، مثل: الطائفِين، والواو الساكنة بعد ضم مثل: يستطيعُون. الحلق الحلق هو الفراغ ما بين الحنجرة وأقصى اللسان،
ومخارجه الثلاثة الخاصة هي:
أقصى الحلق:
أبعد نقطة فيه وأكثرها غوراً، ويخرج منه حرفا الهمزة والهاء. وسط الحلق: أقرب من أقصى الحلق إلى اللسان، ويخرج منه حرفا العين والحاء. أدنى الحلق: هو الأقرب من المخرجين السابقين إلى اللسان، وهو بالقرب من اللهاة، ويخرج منه حرفا الغين والخاء. اللسان اللسان هو عضو النطق الريئسيّ، وتُقسم مخارجه الخاصة لقسمين، هما:
مخارج الطرف:
عددها خمسة مخارج، وهي: طرف اللسان مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، ويخرج منه حرف النون. طرف اللسان مع شيءٍ من ظهره، مع ما يُحاذيه من لثة الأسنان العليا، ويخرج منه حرف الراء. طرف اللسان مع ما يحاذيه من أصول الثنايا العليا، ويخرج منه التاء، والدال، والطاء. طرف اللسان مع ما فوق الثنايا السفلى، مع ترك فتحة صغيرة بين اللسان والأسنان، ويخرج منه السين، والزاي، والصاد. طرف اللسان مع ما يُحاذيه من أطراف الثنايا العليا، ويخرج منه الثاء، والذال، والظاء. مخارج غير الطرف: وعددها أيضاً خمسة مخارج، وهي: أقصى اللسان:
وهو النقطة القريبة من جهة الحلق، والأبعد عن الشفتين، مع ما يحاذيه من الحنك العلويّ، وهو مخرج القاف. أقصى اللسان بعد مخرج الحلق قليلاً والأقرب لمقدمة اللسان، مع ما يحاذيه من الحنك العلويّ، وهو مخرج الكاف. وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك العلوي، وهو مخرج الشين والجيم والياء غير المديّة. حافتا اللسان أو إحداهما اليسرى أو اليمنى مع ما يُحاذيها من الأضراس العليا، وهو مخرج الضاد. أدنى حافتي اللسان الأمامية إلى منتهى طرف اللسان، مع ما يليها من لثة الاسنان العليا، وهو مخرج اللام. الشفتان فيها مخرجان خاصّان، وهما:
باطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا، وهو مخرج حرف الفاء. ما بين الشفتين، وهو مخرج الباء، والميم، والواو غير المديّة. الخيشوم الخيشوم هو الفتحة الواصلة بين أعلى الأنف والحلق، وهو مخرجٌ مقدرٌ، ومكان خروج الغُنّة، والغنة صفةٌ مُلازمةٌ لحرفي الميم والنون فقط، ويجب الحذر والانتباه لعدم خروجها مع باقي الحروف الأخرى، وتتفاوت مراتب الغنة حسب حال الحرف إذا كان ساكناً أو مُتحرّكاً، مُخفّفاً أو مُشدّداً
.
مدونة بوزقزة قدارة
تعريف مخارج الحروف
أنزل الله عزّ وجلّ كلامه على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرتلاً، وأمرنا بقراءته مرتلاً أيضاً؛ حيث قال جلّ وعلا: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) [المزمل: 4]، ففي هذه الآية الكريمة خاطب الله تعالى نبيه، وأمره بالترتيل، وكلُّ أمرٍ أُمر به النبي الكريم فالمؤمنون مأمورون به أيضاً عدا ما اختُصَّ به النبيّ، وفسّر العلماء معنى الترتيل بأنّه التجويد، وتطبيق أحكام القرآن ومعرفة مواضع الوقوف فيه، فلا بدّ من إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، وإعطائها صفاتها بالشكل الصحيح، وسنختصُّ بالحديث عن مخارج الحروف، فمعرفتها وتعلُّمها للتوصل إلى نطقها بشكلٍ صحيح ذي أهميّةٍ بالغةٍ. مخارج الحروف لا بُدّ في البداية من معرفة معنى المخرج، وتعريفه لغةً واصطلاحاً كما عرّفه العلماء، وهو مبحثٌ أساسيٌّ من مباحث علم التجويد. تعريف المخرج لغةً: اسم مكانٍ لمحلِّ تولُّد حرفٍ أو أكثر. تعريف المخرج اصطلاحاً:
محلُّ خروج الحرف الذي ينقطع عنده صوت النطق به، فيتميّز به عن غيره. أنواع مخارج الحروف المخرج المحقّق: يعتمد على جزءٍ مُعيّن من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين. المخرج المقدّر: مخرجٌ واسعٌ ليس بالإمكان تحديده بشكلٍ دقيقٍ
. عدد مخارج الحروف للحروف
خمسة مخارج عامّة؛
وهي على الترتيب:
الجوف، الحلق، اللسان، الشفتان، الخيشوم، وهذه المخارج الخمسة في كلٍّ منها مخرج أو أكثر من المخارج الخاصّة لحرفٍ أو أكثر من الحروف الهجائيّة، ففي الجوف مخرجٌ خاصٌّ واحدٌ، وفي الحلق ثلاثة مخارج خاصّة، أمّا اللسان ففيه عشرة مخارج خاصة، بينما الشفتان ففيهما مخرجان خاصّان، ومخرجٌ خاصٌّ واحدٌ في الخيشوم. ولمعرفة المخرج المحقق للحرف يُنطق الحرف ساكناً أو مشدّداً، مع إدخال الهمزة عليه، وحيث ينقطع الصوت يكون مخرج الحرف. تعريف مخارج الحروف الجوف الجوف هو التجويف أو الخلاء الممتدُّ من فوق الحنجرة إلى الشفتين، وهو مخرجٌ مُقدرٌ، وليس نقطةً مُعيّنةً، وتخرج منه حروف المدِّ الثلاثة وهي الألف الساكنة بعد فتح مثل: قَال، والياء الساكنة بعد كسر، مثل: الطائفِين، والواو الساكنة بعد ضم مثل: يستطيعُون. الحلق الحلق هو الفراغ ما بين الحنجرة وأقصى اللسان،
ومخارجه الثلاثة الخاصة هي:
أقصى الحلق:
أبعد نقطة فيه وأكثرها غوراً، ويخرج منه حرفا الهمزة والهاء. وسط الحلق: أقرب من أقصى الحلق إلى اللسان، ويخرج منه حرفا العين والحاء. أدنى الحلق: هو الأقرب من المخرجين السابقين إلى اللسان، وهو بالقرب من اللهاة، ويخرج منه حرفا الغين والخاء. اللسان اللسان هو عضو النطق الريئسيّ، وتُقسم مخارجه الخاصة لقسمين، هما:
مخارج الطرف:
عددها خمسة مخارج، وهي: طرف اللسان مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، ويخرج منه حرف النون. طرف اللسان مع شيءٍ من ظهره، مع ما يُحاذيه من لثة الأسنان العليا، ويخرج منه حرف الراء. طرف اللسان مع ما يحاذيه من أصول الثنايا العليا، ويخرج منه التاء، والدال، والطاء. طرف اللسان مع ما فوق الثنايا السفلى، مع ترك فتحة صغيرة بين اللسان والأسنان، ويخرج منه السين، والزاي، والصاد. طرف اللسان مع ما يُحاذيه من أطراف الثنايا العليا، ويخرج منه الثاء، والذال، والظاء. مخارج غير الطرف: وعددها أيضاً خمسة مخارج، وهي: أقصى اللسان:
وهو النقطة القريبة من جهة الحلق، والأبعد عن الشفتين، مع ما يحاذيه من الحنك العلويّ، وهو مخرج القاف. أقصى اللسان بعد مخرج الحلق قليلاً والأقرب لمقدمة اللسان، مع ما يحاذيه من الحنك العلويّ، وهو مخرج الكاف. وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك العلوي، وهو مخرج الشين والجيم والياء غير المديّة. حافتا اللسان أو إحداهما اليسرى أو اليمنى مع ما يُحاذيها من الأضراس العليا، وهو مخرج الضاد. أدنى حافتي اللسان الأمامية إلى منتهى طرف اللسان، مع ما يليها من لثة الاسنان العليا، وهو مخرج اللام. الشفتان فيها مخرجان خاصّان، وهما:
باطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا، وهو مخرج حرف الفاء. ما بين الشفتين، وهو مخرج الباء، والميم، والواو غير المديّة. الخيشوم الخيشوم هو الفتحة الواصلة بين أعلى الأنف والحلق، وهو مخرجٌ مقدرٌ، ومكان خروج الغُنّة، والغنة صفةٌ مُلازمةٌ لحرفي الميم والنون فقط، ويجب الحذر والانتباه لعدم خروجها مع باقي الحروف الأخرى، وتتفاوت مراتب الغنة حسب حال الحرف إذا كان ساكناً أو مُتحرّكاً، مُخفّفاً أو مُشدّداً
.
تلاوة القرآن على المقامات
المقامات التي جاء ذِكرها في السؤال هي أنواع الألحان التي يغني بها أهل الغناء ، وقد حصر أهلُ ذلك الفن الألحانَ بأوزان معينة وسموها " مقامات " ، وليس هو علم مخترع بل هو جمع بالتتبع والاستقراء لألحان الناس ، كما فعل الخليل بن أحمد الفراهيدي في أوزان الشِّعر ، وكان ما جمعه رحمه الله ستة عشر بحراً ، وأما المقامات التي جمعها أهل اللحن فقد بلغت ستة مقامات ، وهي :
1 . مقام البيَّات :
هو مقام يمتاز بالخشوع والرهبانية ، وهو المقام الذي يجلب القلب ويجعله يتفكر في آيات الله ومعانيها .
2. مقام الرست :
و " الرِّست " كلمة فارسية تعني الاستقامة ، ويفضل أهل المقامات هذا المقام عند تلاوة الآيات ذات الطابع القصصي أو التشريعي .
3. مقام النهاوند :
هذا المقام يمتاز بالعاطفة والحنان والرقة ، ويبعث على الخشوع والتفكر ، و " نهاوند " مدينة إيرانية نسب إليها هذا المقام .
4. مقام السيكا :
هو مقام يمتاز بالبطء والترسل .
5. مقام الصبا :
وهو مقام يمتاز بالروحانية الجياشة والعاطفة والحنان .
6. مقام الحجاز
وهو مقام من أصل عربي ، نسب إلى بلاد الحجاز العربية ، وهو من أكثر المقامات روحانية وخشوعا في القرآن .
هذا كلام أهل ذلك الفن ، وهذه تعريفاتهم بحروفها ، وكما هو ملاحظ فإنها مقامات أعجمية إلا الأخير منها ، ومن الملاحظ أيضاً أن المقامات هي جمع لألحان الناس في غنائهم ، فهو علم سابق على القرآن والقراءة به ، ويمكن للقراء أن يقرؤوا بإحدى المقامات وهم لم يعرفوا عنها شيئاً ، كما يمكن أن ينوِّع القارئ بين عدة مقامات بحسب الآيات ومعانيها .
1 . مقام البيَّات :
هو مقام يمتاز بالخشوع والرهبانية ، وهو المقام الذي يجلب القلب ويجعله يتفكر في آيات الله ومعانيها .
2. مقام الرست :
و " الرِّست " كلمة فارسية تعني الاستقامة ، ويفضل أهل المقامات هذا المقام عند تلاوة الآيات ذات الطابع القصصي أو التشريعي .
3. مقام النهاوند :
هذا المقام يمتاز بالعاطفة والحنان والرقة ، ويبعث على الخشوع والتفكر ، و " نهاوند " مدينة إيرانية نسب إليها هذا المقام .
4. مقام السيكا :
هو مقام يمتاز بالبطء والترسل .
5. مقام الصبا :
وهو مقام يمتاز بالروحانية الجياشة والعاطفة والحنان .
6. مقام الحجاز
وهو مقام من أصل عربي ، نسب إلى بلاد الحجاز العربية ، وهو من أكثر المقامات روحانية وخشوعا في القرآن .
هذا كلام أهل ذلك الفن ، وهذه تعريفاتهم بحروفها ، وكما هو ملاحظ فإنها مقامات أعجمية إلا الأخير منها ، ومن الملاحظ أيضاً أن المقامات هي جمع لألحان الناس في غنائهم ، فهو علم سابق على القرآن والقراءة به ، ويمكن للقراء أن يقرؤوا بإحدى المقامات وهم لم يعرفوا عنها شيئاً ، كما يمكن أن ينوِّع القارئ بين عدة مقامات بحسب الآيات ومعانيها .
ثانياً :
أما حكم القراءة بهذه المقامات : فقد سبق في جواب السؤال رقم ( 9330 ) ذِكر فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في المنع من القراءة بهذه المقامات الغنائية .
وفي جواب السؤال رقم ( 1377 ) تفصيل وتوسع في المسألة ، فلينظر .
ونزيد هنا فنذكر فوائد من أهل الاختصاص ، فنقول :
قال الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ورئيس قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود :
القراءة بالألحان لا تخرج عن حالتين :
الحالة الأولى :
الألحان التي تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنّع ، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن ، فإن كل من تغنّى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط ، وذلك جائز ، وهو من التغني الممدوح المحمود ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ليس منَّا من لم يتغنَّ بالقرآن ) - أخرجه البخاري في صحيحه (7527) ، وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب .
الحالة الثانية :
الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقائية التي لا تحصل إلا بالتعلم والتمرين ، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها ، فذلك لا يجوز ؛ لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد ، وذلك أمر ممنوع .
وفي ذلك يقول ابن القيم في " زاد المعاد في هدي خير العباد " (1/493) :
" وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة ، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها ، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ، ويحسِّنون أصواتهم بالقرآن ، ويقرؤونه بشجي تارة ، وبطرب تارة ، وبشوق تارة ، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له ، بل أرشد إليه وندب إليه ، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به ، وقال : ( ليس منَّا من لم يتغنّ بالقرآن ) ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله ، والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته " .
ويقول ابن كثير في " فضائل القرآن " (ص 114) :
" والغرض أن المطلوب شرعاً إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة ، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويُجلّ ، ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب " .
وما ينادي به بعض الناس من تلحين القرآن بزعم تصوير المعاني وضبط الأنغام ، وربما تمادى بعضهم وطالب بما يقارن تلك الألحان بالآلات الموسيقية : فكل ذلك جرأة على كتاب الله تعالى ذِكرُه وتقدس اسمُه ، ولا شك أن الاشتغال بتلك الأنغام يوقع القارئ في تحوير الألفاظ ، ويصرف السامع عن تدبر المعاني ، بل يفضي بها إلى التغيير ، وكتاب الله تعالى مجد المسلمين ينزه عن ذلك .
انتهى من مقال في " ملتقى أهل التفسير " .
ونعجب ممن اشتهر في العالم الإسلامي بحسن قراءته أن يكون طريقه في التعلم وإتقان القراءة : الأغاني الماجنة ! وقد اعترف بعضهم أنه كان يستمع للأغنية ذات المعازف حتى يتعلم طريقة القراءة ! وقد انتشرت صورة لبعض كبار القراء وهو بجانب " البيانو " ! بل وتشترط إذاعة عربية على كل مقرئ فيها أن يحمل شهادة من معهد موسيقي ! وإلا حرِم القراءة فيها ، وقد وفق الله تعالى كثيراً من القراء في العالم الإسلامي ، وأبكوا الناس بقراءتهم ولم يتعلموا مقاماً ولم يسمعوا أغنية ، وبعض المهووسين بهذه المقامات يسمع القارئ المتقن الموفَّق فينسب قراءته لإحدى المقامات ويوهم نفسه وغيره أن هذا القارئ ممن يمشي على طريقته بالقراءة على حسب أغنية أو لحن معيَّن ، وليس الأمر كذلك ، وإنما هو وهم محض .
أما حكم القراءة بهذه المقامات : فقد سبق في جواب السؤال رقم ( 9330 ) ذِكر فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في المنع من القراءة بهذه المقامات الغنائية .
وفي جواب السؤال رقم ( 1377 ) تفصيل وتوسع في المسألة ، فلينظر .
ونزيد هنا فنذكر فوائد من أهل الاختصاص ، فنقول :
قال الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ورئيس قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود :
القراءة بالألحان لا تخرج عن حالتين :
الحالة الأولى :
الألحان التي تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنّع ، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن ، فإن كل من تغنّى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط ، وذلك جائز ، وهو من التغني الممدوح المحمود ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ليس منَّا من لم يتغنَّ بالقرآن ) - أخرجه البخاري في صحيحه (7527) ، وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب .
الحالة الثانية :
الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقائية التي لا تحصل إلا بالتعلم والتمرين ، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها ، فذلك لا يجوز ؛ لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد ، وذلك أمر ممنوع .
وفي ذلك يقول ابن القيم في " زاد المعاد في هدي خير العباد " (1/493) :
" وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة ، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها ، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ، ويحسِّنون أصواتهم بالقرآن ، ويقرؤونه بشجي تارة ، وبطرب تارة ، وبشوق تارة ، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له ، بل أرشد إليه وندب إليه ، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به ، وقال : ( ليس منَّا من لم يتغنّ بالقرآن ) ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله ، والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته " .
ويقول ابن كثير في " فضائل القرآن " (ص 114) :
" والغرض أن المطلوب شرعاً إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة ، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويُجلّ ، ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب " .
وما ينادي به بعض الناس من تلحين القرآن بزعم تصوير المعاني وضبط الأنغام ، وربما تمادى بعضهم وطالب بما يقارن تلك الألحان بالآلات الموسيقية : فكل ذلك جرأة على كتاب الله تعالى ذِكرُه وتقدس اسمُه ، ولا شك أن الاشتغال بتلك الأنغام يوقع القارئ في تحوير الألفاظ ، ويصرف السامع عن تدبر المعاني ، بل يفضي بها إلى التغيير ، وكتاب الله تعالى مجد المسلمين ينزه عن ذلك .
انتهى من مقال في " ملتقى أهل التفسير " .
ونعجب ممن اشتهر في العالم الإسلامي بحسن قراءته أن يكون طريقه في التعلم وإتقان القراءة : الأغاني الماجنة ! وقد اعترف بعضهم أنه كان يستمع للأغنية ذات المعازف حتى يتعلم طريقة القراءة ! وقد انتشرت صورة لبعض كبار القراء وهو بجانب " البيانو " ! بل وتشترط إذاعة عربية على كل مقرئ فيها أن يحمل شهادة من معهد موسيقي ! وإلا حرِم القراءة فيها ، وقد وفق الله تعالى كثيراً من القراء في العالم الإسلامي ، وأبكوا الناس بقراءتهم ولم يتعلموا مقاماً ولم يسمعوا أغنية ، وبعض المهووسين بهذه المقامات يسمع القارئ المتقن الموفَّق فينسب قراءته لإحدى المقامات ويوهم نفسه وغيره أن هذا القارئ ممن يمشي على طريقته بالقراءة على حسب أغنية أو لحن معيَّن ، وليس الأمر كذلك ، وإنما هو وهم محض .
والله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق